تحية للأمومة معشر البشر.
تحية للأمومة معشر البشر.
أمم أُمثالكم (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
كم تلهم هذه الآية من سورة الأنعام الخيال والتفكر وتلهبه . لحظة عبرت مدخل السكن مع إبنتى .كانت هناك قطة بيضاء مموهة بالأسود . معها رضيعتها والتى خافت. فاسرعت إلى الضفة الأخرى من الشارع . بين السيارات وفى لمحة كانت عيون الأم شاخصة لعيني , وصوت لوعتها تصرخ في : ماذا لوكانت إبنتك هاتى لى رضيعتى .لا أعرف لغة القطط. ولكن ليس هناك أفصح من نظرتها.
كانت نظراتها وتوسلها . وكأنها ترى ما لا يراه البشر يمنعها من عبور الشارع, وتأمرنى ولكن كان ذلك شبه محال ولا أدرى أين ذهبت .
أما صاحبة الصورة . والتى ترضع جراءها . كانت أيضا تعيش بالمدخل , وليلة غاب أحدهم ظل صوت صراخها يؤرقنا ليالي متتاليات. لا تكاد تنسى , وربما يتذكر بعضكم صوت صراخ القطة على صغارها عند الفقد , وصوت سعادتها وهي تناديهم عندما تأتي لهم بصيد .
ولا أنسى هذه القطة. التى ولدت أمها صغارا , ولسبب مجهول اختفت الأم . تاركة رضيعاتها وأختهن فكانت تصرخ عند الأبواب, وتكرر الذهاب للصغار, والعودة للإ ستغاثة بالبشر. هلموا أمى غابت وشقيقاتى يهلكون حتى تفهمنا ما حدث. وهنا همت إبنتى تطبب ما إستطاعت, وترضعهن (بسرنجة) . حتى تعافي منهم من تعافى .
أما (ريكا ) قطة إبنتى المدللة , و التى تسرع فور سماع إسمها . وتسرف فى صنوف الدلال , والتى مرضت فجأة وأرسلت الروح وهى تعلق عيناها بإبنتي . ويالهذه الثوانى الثقال . اللاتي مررن فى عمر الزمن , وسكن في الذاكرة . إذ تحدق بلغة لشدة فصاحتها, لا ترجمة لها ياله من وداع.
ربما تلاحظون مثلى . أن خفة الظل وحلاوة الروح , إنما تتميز به القطط البلدية . إذ اقتنت إبنتى إحدى القطط الشيرازية , وهى مدللة كسولة مغرورة , وحينما ولدت ثلاثة من الجراء, أهملت العناية بهم حتى ماتوا .أما صاحبة الصورة وهى قطة بلدية . تعيش بالمدخل . فلقد أخفت كل هذا العدد من الجراء ,إلي أن أحضرتهم ذات يوم يرضعون. وكأنها تفاخر بهم .حقا وصدقا أمم أمثالكم .
كانت القطط تأتى مدخل البيت وتستوطن . وحدث كثيرا أن إختفت إحداهن بعد زمن , لأسباب مجهولة ولكن لا يلبث أن يمر من الزمن قليل , إلا وتستوطن قطة جديدة . كما لوكان فى أعراف القطط أنه مأوى للإيجار , وأن بعضهم يبلغ بعض .
لم أذكر لكم القط زاهر السمين الذى توحش وسطا على كتاكيت الجيران وحين حاصروه ليقتلوه قفز فوق الرءوس وفر منهم ولكن أحدهم قتله بسلاحه النارى تألمت لأجله كان فى بداياته وديعا أليفا ليته وجد من يقوم سلوكه.أما القط تامر الشرس الصغير والذى أستوطن وأمه مدخل البيت ولكنها فاجأتنا تحاول أن تلد داخل السكن فأخذناها بهدوء إلي السطح والعجيب أن تامر كان يسير في موكب أمه كأى بشرى ناضج ومسئول يصعد الدرج واحدة واحدة وبعد أن أطمأن على سلامة أمه خرج ولم يعد مطلقا انهم أمم أمثالكم,
حكايات القطط فى تراث المصريين.
والقطط إذ تشعر بالدفء والأمان, تصدر صوتا حنونا رتيبا. يترجمه المصريون في تراثهم بأنها تذكر الله. .وللقطط فى تراث المصريين حكايات وحكايات. منذ الفراعنة وربما قبل ذلك ..بل ويذكرون أن التوائم الصغار من البشر, يتقمصون أرواح القطط عندما يسكن الليل , ويأكلون طاجن السمك عند الجيران . إذ لم يكن هناك ثلاجات أو حاويات جيدة للطعام . .وأظن أن هذه التصورات نتيجة أصوات القطط العجيبة عند سكون الليل . والتى ربما تتلاقى بعض نغمات صوتها بنغمة صوت البشر .وربما يظلم المصريون القطط فى تراثهم . إذ يصفونها باللؤم , فهى التى تأكل وتنكر, ويصفون الكلاب بالوفاء. ويحكون حكاية سيد الدار. الذى تدعو كلابه أن يرزقه الله عيالا كثير, كى ياكلوا بقايا أكلهم , ولكن قططه تدعو أن يصيبه العمى, وتخطف اللحم من يده. وهذا ظلم صريح للقطط .
كما أن القطط لدى المصريين (بسبع أرواح ) . وربما يتصورون ذلك لما تتمتع به أمعاء الفطط من نسيج قوى,حتى إنها قد تستخدم فى صناعة الأوتار , فى الآلات الموسيقية الوترية .وتستطيع القطة أكل العناكب , بل وأكل ما هو أسوأ وأشد سمية .ولهذا الغرض خاصة يقتنيها البعض .
وأما عن تاريخ القطط لدى الفراعنة فاشطح ما شئت بخيالك انها موسوعات. وعن دلال القطط وتنظيفها نفسها وعيالها ولياقتها البدنية فهذا حديث يطول وإليكم صورة هذه القطة وهى تقف متزنة تماما وواثقة من لياقتا على منشر الغسيل بالدور الثالث واكثر من ذلك .
القطط من منظور إسلامى .
والقطط من المنظور الإسلامي , كائنات مدللة فهم كما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم , طوافون عليكم وطوافات .أى هى حيوانات لطيفة . يجوز عيشها بالبيوت .ويجب على من رباها أن يطعمها ويسقيها , أو أن يتركها تأكل من خشاش الأرض .ومن الثابت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (دخلت إمرأة النار فى هرة ربطتها ,فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. ) والحديث رواه البخارى .
و يعرف أكثرنا .أن من أكثر رواة حديث الرسول من صحابته الصحابى الجليل أبو هريرة) ولكن لو أخبرتكم, أن إسمه الذى سماه به الرسول ,أول دخوله الإسلام .هو (عبد الرحمن ). إذن لما عرفتموه .وقد لقب بأبى هريرة (وهى القطة الصغيرة ) لأنه كان له قطة صغيرة يعتنى بها فكناه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبى هريرة ,وغلبت الكنية على الإسم الحقيقى رضى الله عنه .
اترك تعليقا