أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

حرب البسوس وجليلة بنت مُرة والرُقى الإنسانِى

          متى نسترد التاريخ . أو حتى نعى منهُ ما تم توثيقُه . ترسبتْ فى أذهانناَ مغالطات شتى. حتى نظنَ أموراً لا حقيقة لها ، فنبخس الناسَ أشياءَهم  ،و نحط منْ أقداِرهم .لكنَّ كلمات السيدة جليلة بنت مُرة فى قصيدتِها تخبرُنَا بالكثير والكثير.

      أما حرب البسوس والتى كانت فى الجاهلية ، فقد ذكرها الكثيرون ، منهم الرائع حسن هاشم فى برنامجِه القصة من هنا على (اليوتيوب ) فلا أجمل من ذلك ولا أروع .قرأتُ القصة فى كتب التاريخ لكننى أحببتُ سماعها منه  .

                                                           

حروب البسوس وجليلة بنت مُرة والرُقى الإنسانِى

             حروب البسوس وجليلة بنت مُرة والرقى الإنسانى

       والسيدة جليلة بنت مُرة من فضلياتِ العرب .أكرمها أبُوها ،وأكرمها وأحبها زوجها .كانت شاعرةً فصيحة ذات َ شأن . هى أخت جساس بن مُرة القاتل ، وزوجة كليب القتيل .فيالهول مصابِها ،وعذاباتِ نفسها . أنصرفت إلى منازل أهلها فبلغها أنَّ أُخت زوجها قالت بعد رحيلها  (رحلة لمعتدى وفراق الشامت ) فقالت عندئذ :أسعد الله جدّ أُ ختى أفلا قالت :نضرة الحياء وخوف الإعتداء . وقالت قصيدتها التى تشهد على ذروة النُبل  الإ نسانى ، حتى وإن كانت روحها تنزف حزناً ووجعاً . سأمتعُ نفسى وإياكم بسرد القصيدة ولو كانت السيدة جليلة واحدة من (إياهنَّ )  لأشبعت أخت زوجها هذه سباباً.

         تقول جليلة :َ

              

ياابنة الأقوامِ إنْ لُمتِ فلا

تعجَلى باللومِ حتى تسألى

فإذا أنتِ تبينتِ الذى

يُوجبُ اللومَ فلومى وأعذلِى

إن تكن اختُ امرئٍ لامت

علي شفقٍ منها عليه فافعلى

جلَّ عندى فعلُ جساسٍ فيا

حسرتى عمَّا أنجلى أو ينجلى

فعلُ جساسٍ على وجدى بهِ

قاطعٌ ظهرِى ومدنٍ أجلِى

لو بعينٍ فُديت عينى سوى

أختها فانفقأت لم أحفلِ

تحملُ العينُ أذى العينِ كمَا

تحملُ الأمُ أذى ما تعتلى

ياقتيلاً قوضَ الدهرُ بهِ

سقفَ بيتىَّ جميعاً مِنْ علِ

هدمَ البيتَ الذى استحدثتُهُ

وأنثنى فى هدمِ بيتى الأولِ

ورمانى قتلُهُ منْ كثبٍ

رمية المنصمى بهِ المستأصلِ

يانسائى دونكنَّ اليومَ قدْ

خصنِى الدهرُ برزءٍ معضلِ

خَصنى قتلُ كُليبٍ بلظىً

مِنْ ورائى ولظىً مُستقبلِىَ

ليسَ منْ يبكِى ليوميهِ كمنْ

إنماَ يبكى ليومٍ ينجلِىِ

يشَتفىِ المدركُ للثأرِ وفى

دُركِ ثأرَّى ثكلَ المُثكلِ

ليتَه كانَ دمىِّ فأحتلبُوا

بدلاً منهُ دماً مِن أَ كحُلِّى

فأنا قاتلةٌ مقتولةٌ

ولعلَّ الله أن ينظر لى


        كل كلمة من كلماتِ السيدة تستحق التأمل ملياً .وخاصةً الذوق العالى للكلمات.وكيف أمتلكت زمام الكلام حتى لا تمرُق منها كلمةٌ خارجة عن الذوق وهى المكلومة المجروحة وأى جراح .ويسرد الرواة فى زواجها منْ كليب روايةً طريفة وعجيبة . 
         وخلاصة ما رووا فى ذلك أن كُليباً أحب جليلة . لكنَّ أحد ملوك اليمن المتغلب على القبيلة خطبَها لنفسه  من أبيها . أعتذر أبوها إلى كليب  . ولكن كليباً أختبأ فى صناديق الذهب وهدايا العروس .وفى سكون الليل قتلَ من طغى عليهم وعادَ بالهدايا والعروس.
         ولما عادت جليلة إلى ديار قومِها .كانتْ فى الأيام الأخيرة للحمل ،ولمَّا وضعت وليدَها أسمُوه (هجرس ) أى الجرو الصغير بلا أى ذنبٍ جناه .
           وعاشت جليلة فى ديار أهلها بنى شيبان وتنقلت معهم حتى وفاتها .

                                                            ودُمتم أحبتى بكل خير.



              

                         

snabel2021
snabel2021
تعليقات