أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

من لغة الآلة والنظام الثنائى حتى الذكاء الصناعى

      حقاً إنها (حدوتة الحواديت ) . كيف بدأ البشر يحاورون الآلات ؟  خيال علمى ، نعم هو حرفياً كذلك خيال علمى . فى البدء يشطح خيالُ بعض البشر ، ممن وسع لله خيالاتهم ،فيراها عامة البشر أمثالى عجيبة وغريبة .

      والآلات جماد نعم ، لكنها ستشعر لا شك بمرور التيار الكهربى إنْ مرْ ، كما تشعر  بإنقطاعِه إذا أنقطعْ كلنا يُدرك هذا . إذن تستشعر الآلة لمبة مضيئة وأُخرى مُطفأة (واو كما يقولونWOW ) هنا نبتت الفكرة . لقد أمسكَ البشر بطرف الخيط ، الذى بدأ يكُر بسرعة وسلاسة فائقة وبدون توقف حتى الآن .إذن فلنضعْ للآلة نظاماً جديداً للأعداد ،يُمكِن للآلات فهمُه .كل مكوناته (0)و(1) وكل الأرقام نعبر عنها بلمبات صغيرة مُضيئة ومُطفأة وهنا وُلد النظام الثنائى للعد (binary system ).

                              

من لغة الآلة والنظام لثنائى حتى الذكاء الصناعى

                         من لغة الآلة والنظام لثنائى حتى الذكاء الصناعى 

        وأصبحت الأرقام كما يلى ، كى نفهمها نحن وتفهمها الآلة . 
          0=0              1=1           2=10       3=11       4=100     5=101
         6=110           7=111        8=1000    وهكذ أصبحت كل الأرقام إما  0 وتعنى فى الواقع تيار مقطوع ، و1 وتعنى تيار يمر. هكذا تفهم الآلات .
        ومن هنا بدأ ظهور الآلات المؤتمتة ( Automated  أو Computerized )
ربما تتسائلون كيف تفهم الآلة الحروف ؟ نفس القصة وُضِّعَ لكل حرف كود فريد من ال0s ول1s .وهذا ما يُعرف بلغة الآلة .

مثال حى على الأجيال الأولى من الآلات المؤتمتة

        هو مثال حى لأنى عايشته لحظة بلحظة . هو سنترال يغطى بخطوطه المؤسسة التى عملت بها (مستشفيات الجامعة ) . كان يملأ حجرة واسعة (4متر ×8 متر ) .ومؤكد أن هناك من الأجهزة من جيله أو من أجيال تسبقه ، منها الحاسب الآلى للجامعة والذى كان يشغل مساحة أكثر إتساعاً.
        تم الشراء فى منتصف السبعينات .وظل قابعاً فى حاويتِه حتى بداية الثمانينات . كان من إنتاج  (بلجيكا). وكان قد تم ترشيحى للقيام بهذه الأمانة . كنتُ أنهيت دراستى الجامعية بهند سة الإتصالات .وتمَّ التركيب والتدريب من خلال الشركة المصنعة . وهنا شهادة لله  للأبناء من المهندسين .أو كل منْ عليهم مسئولية الشراء .أن تكون عملية شراء مثل هذه الأجهزة ( systems ) بعد إنهاء المبانى تماماً ومد كل الشبكات المطلوبة وإختبار سلامتها . لأن وتيرة التطور فيها فائقة السرعة .وكلكم يستشعر ذلك عندما يقارن هاتفه المحمول الذى اشتراه قريباً . بالمعروض الحالى بالأسواق .
         وللأمانة أيضاً فى بعض الحالات  ، قد تضطر بعض المؤسسات للشراء فى توقيت غير منطقى للإستفادة من بعض التبرعات أو الإعانات المشروطة أو الدعم أو الخصومات . 

أجهزة إدخال البيانات وتلقى المعلومات ومحادثة الآلة .

       من ضمن الأشياء التى استلمتُها مع جهاز السنترال . برنامج التشغيل والصيانة .وهو ملف مكون من ورقة واحدة . مثنية عند كل صفحة .وأما طولها يكفى للف المؤسسة مرات عديدة ، وأما وزنه يزيد على العشرة كيلوجرامات . وعن المعلومات بين دفتى هذا المجلد كلها ( 0s و 1s) تتخللها بعض الإيضاحات البسيطة .  كما تسلمت نفس البرنامج مطبوعاً على الأشرطة الممغنطة .
          وتسألون الآن كيف أُدخل هذه المعلومات .إنَّ من ضمنْ ما استلمت آلة كالآلة الكاتبة متصلة بالجهاز .وكذا جهاز شاشة ولوحة أزرار متصل أيضاً بالجهاز .
       وتؤمِّن  الخطوط الداخلية التواصل بين كافة الأماكن بالمؤسسة وبالجهاز بعض الخطوط المشتركة بينه وبين السنترال الرئيسى للمحافظة ال(public ) . وكان علينا أنا والفريق الجيد معى أن نُؤمن عمل الجهاز بلا توقف .


أسباب الشراء من جديد 

          حانت اللحظة والأمر الإجبارى لشراء سنترال جديد . والسؤال لماذا ؟  والجواب هو الوجع بعينه .بلادنا تستهلك التكنولوجيا ولا تنتجها . والشركات المُصنعة  تطور منتجاتها بتسارع رهيب وإلا ستذوى وتضمحل . إذن بعد فترة لو طالت لن أجد قطع الغيار ولو وجدتها فإن أسعارها أعلى من الشراء للأحدث .وربما كانت هذه المعادلة من أشق المسائل.
        من الأخطاء شراء هذه الأجهزة بفترة قبل الحاجة إليها .وأكثركم يتذكر جيداً مدى التغير الحادث خلال سنوات عمركم -لا أقول عمر آباءكم - تتذكرون الإختلاف بين هاتفكم الحالى وأول هاتف لكم. 
        من أولي أهداف الشركات المنتجة أن تبيع منتجاتها وتغرى المستهلكين بكل السبل وهذا حقها تماماً . فى المقابل على المشترى أيضاً -وأخص فئة المهندسين المسئولة عن تقييم عملية الشراء - ومن أوجب واجباتهم إدراك مصلحة بلادهم .
       تقدمت الشركات بعروضها .وفى هذه المرحلة تكون الشركات فى أعلى حالات الود ،والرقى فى التعامل  . وخاصةً عندما يكون منتجها الأقل طلباً .
         فى هذه الحال على القائم بالشراء .أن يفكر فى إختيار تأمين العمل بالجهاز لأطول فترة ممكنة . بمعنى تأمين قطع الغيار . تأمين توافر صيانة المنتج . واشتراط تدريب العدد الكافى من الفنيين على أعمال الصيانة والتشغيل 
        وأشترت المؤسسة من نفس المصدر ونفس النوعية للسنترال العام للمحافظة حتى تظل مسألة توافر قطع الغيار ومهارات الصيانة متاحة لمدى أطول .
          أما برنامج الصيانة والتشغيل الجديد لا يزيد عن ثلثمئة صفحة . ويعمل بأنظمة الويندوز مسجلة على قرص صلب (hard disk )   ولن اضطر مجدداً إلى إدخال خانات مهولة من    ال0s   ال 1s  .

                                                                               ودُمتم أحبتى بكل الخير
  


        
       
 
         

snabel2021
snabel2021
تعليقات