قلتُها وأَقولها و سأََقولها :(ياكلَّ رَجل رشيد ،يافضليات الوطن .هلموا بالكلمة الطيبة ، بالرأى السديد .وبالمشورة الناصحة . نَسمعهن ربما نُرشدهن أو نخففْ عنهن . أو نربت على أرواحهن .علنا نُنقذ بعضَ السكن، فننقذ بعضَ الوطن . إنما علينا نقل الخُطى وعلى الله البلاغ ) .
لقد اتسعَ الأمر، وطالَّ أُسراً كانت لها حصانة أكتسبتها بتَمسكها بالمنطق والعُرف وسلامة الفطرة .وهنا إنما يعنينى من المسألة الأطفال .وبعيدًا عن توافق الزوجين أوتنافرهما فإنهما طالما كان لهم الإختيار الأولِّى وعاشَا معاً وأصبح لديهم أطفال على كليهما الإلتزام بأداء هذه الأمانة وبأفضل المستطاع.
وقد فصلَّ اللهُ عزَّ وجل ْ المسألة لنا وسمىَّ هذا الميثاق ( ميثاقاً غليظاً ) . وذلك لعِظم الأمر وخطورته ففى سورة النساء (وإن أردتم استبدالَ زوجٍ مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبينا * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظا ) سورة النساء الآيتين 20و21 ومن الميثاق الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان .وكان المسلمون يسجلون هذا الشرط فى عقود زواجهم .يكتبون ( الله عليك لتمسكن بمعروف أو لتسرحن بإحسان )
قصة المُجادلة وسورة المُجادلة
أما السيدة فهى خولة بنت ثعلبة .وزوجها أوس بن الصامت ، رضى الله عنهما . والسيدة لها أطفال صغار . حدث بينها وبين زوجها أن راجعته فى أمر مُعتاد فغضب عليها وقال لها إنها عليه كظهر أُمه .ثم أرادها فأبت عليه إلا إذا تيقنت من حكم الشرع فى حالها رغم شدة رعبها من إنهيار أسرتها وتشرد أطفالها .
تسرد السيدة : خرجتُ إلى بعض جاراتى ، فاستعرت منها ثيابها .ثم خرجتُ حتى جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .فجلستُ بين يديه ، فذكرتُ له ما لقيت منه .فجعلتُ أشكو إليه صلى الله عليه وسلم ما ألقى من سوء خُلقِه،قالت : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :ياخويلة ابن عمك شيخٌ كبير فاتقي الله فيه .قالت : فوالله ما برحتْ حتى نزل فىَّ القرآن .
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها : تبارك الله الذى وَسِعَ سمعه كل شىء ،إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علىَّ بعضُه وهى تشتكى زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تقول : يارسول الله أكل شبابى ، ونثرتُ له بطنى ، حتى إذا كبُرت سنى ، وانقطع ولدى ظاهر منى .اللهمَّ إنى أشكو إليك . وهنا نزلت فى خولة وزوجها سورة المجادلة ( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما إنَّ الله سميعٌ بصير )
ومن أهم القضايا التى طرحتها الصحابية خولة قالت : ( إنَّ أوسًا تزوجنى وأنا شابة مرغوبٌ فىَّ فلما خلا سنى وكثر ولدى جعلنى كأمه ، وإنَّ لى صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلىَّ جاعوا )
وإنى أسائلكم أليست هذه المسالة تحديدا هى هى أكثر من نصف القضايا المعروضة أمام محكمة الأسرة حالياً مشكلة الصغار إن أنضموا للأب ضاعوا وإن انضموا إلى الأم جاعوا .
ومسائل كثيرة لكن منها مسألة خطيرة كانت السيدة تستطيع طاعة زوجها وتجاهل الأمر، ولكن لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق. وهذا رغم الرعب من خراب بيتها وتشتيت صغارها .
الفرار من أمانة تربية الأطفال
يسردون لك آلاف الحجج ، التى لا رأس لها ولا أرجُل . أو لا يعنيهم بتاتا ذكر سبب ،إذ أنَّ منطق االبجاحة يكفى . إنَّ هروب أحد الطرفين ، من تربية أطفاله إلا فى الحالات القسرية هو خيانة مكتملة لأهم الأمانات الموكل بها البشر . فما بالكم وأكثر حالات الطلاق حالياً فقط لأجل النزوات، والسقوط الإنسانى حتى قاع القاع .وأكثر الحالات سببها أن الزوج يرى نفسَه المالك الحصرى لحق الطلاق بدون ضوابط ولاروابط ولا حتى كوابح .وتذاكروا معى كل حالات (خراب البيوت ) حولنا حتماً سصدقوننى .
حكايات من واقعنا وحولنا
تحضرنى حكاية الشابة ذات الثقافة العالية .والتى تعتنى بزوجها وبيتها أشد الإعتناء، ورغم سنها الصغير لديها أربعة من الأطفال الأولاد والبنات .لترى فى هاتف زوجها قدراً مرعباً . هو لا يسافر للتجارة والعمل إنما لزوجته الأخرى . وتحضرنى حكاية الطبيبة والتى كنت اتعجب من مدى عنايتها بزوجها ، وتجهيز طعامه عندما يسافر للعمل وجبات كل يوم على حده . وعنايتها بابنائها المراهقين . كان بإمكانها أن تصدق أكثر المستحيلات ، لكن لا تشك مطلقاً فى إخلاصه لبيته . لتصحو وسط حريق لقد اختار عليها الأقل منها فى كل شىء وأغدق عليها كل دنانيره المخبأة.وهنا ما كان منها إلا أن تخلعه . أما حبيبتى زميلة العمل الأصغر فهى كزهرة ياسمين ولكنها أجرمت جريمة العمر ، فأنجبت إثنتين من البنات تِباعاً وليسوا ذكور فطلقها زوجها غيابيا وكان هذا مؤلماً لكل من يعرِفها . وغيرهم كثير . ولا شك لديكم أضعاف ذلك ليتكم تذكرونه .حتى يُدرك الجرحى أنها كارثة عامة .حكاياتهن موجعة وربما لا أملك لهنَّ إلا تذكرهنَّ فى الدعاء وكتابة هذهِ الكلمات .
الأمهات وفصاحة زوجة أبى الأسود الدؤلى .
الشخصية النرجسية والشخصية السادية.
وهذه مصطلحات تسللت من كتب علم النفس فملأت وسائل التواصل الإجتماعى . ويصفون بها الشخص الذى يتفنن فى أذى الغير وإبقاءه فى حالة مستمرة من االإجهاد النفسى .وعادة يصنفون بها الأزواج أو الزوجات عند الفجور فى الخصومة وربما أعجبنى إلى حد الضحك تعليق إحداهن إذ قالت وهى مُحقة (لا تقولوا نرجسى ولا شركسى إنما هو شخص ناقص التربية قليل الأدب ) فردتنا بتعليقها إلى الأصل لأن الشذوذ فى التربية يُنتج هذه السلوكيات . وهنا أتذكر (رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا )
وبخصوص هذه الشخصية لا أجد لها وصفاً مشابهاً إلا الحشرات السامة كالحيات وما شابه فهى ضعيفة ولكن تستمد كل قوتها من كمية السم في راسها وقانا الله ووقاكم . وعلينا كبشر حماية أرواحنا وأرواح منْ نعول . ومنْ منابع القوة التى لاتغيض ولا تنضب أن نتفكر دائمًا فى البديهيات . أن الله موجود وبوسعنا اللجوء إليه . كما أننا سنقابل الله فُرادى كلٌ بعمله . وأن يكون تقديرا لأنفسنا بميزان المنطق والثوابت وليس فقط حسب رؤية الآخرين لنا .
وأخيراً لا يسعنى إلا تحية كل من يقف على هذه الثغورفى وسائل التواصل يُرسل قوارب النجاة للمشرفين على الغرق فكما أن هذه السبل متاحة ، فلنجعلها متاحة للخير .وأتذكر على وجه الخصوص فى المُحتوى العربى موقع (فتكات )وقد أفرد قِسمًا لتلقى هذه المسائل والفضفضات (شكاوى المحتارة ) منذ سنوات يذكرنَّ مشاكلهن بدون أسماء .وربما يستفدن من نصائح الناصحات وتجارب الأخريات . آمنا الله فى أوطاننا وأُسرنا .
اترك تعليقا